الأفكار الرئيسية
خلال الأشهر القليلة الماضية، يبدو أن كلمة "إيفر" تجلب ضرراً أكثر من نفعها. في وقت سابق من العام، كان على مصر أن تتعامل مع إيفر جيفن، إحدى أكبر سفن الحاويات في العالم، والتي أغلقت قناة السويس لمدة ستة أيام، مما أدى إلى تأخيرات في التجارة العالمية وتسبب في إضاعة مكاسب على مصر التي كان على الدولة تسويتها بتعويض من صاحب السفينة. مراراً وتكراراً، نسمع عن "إيفر" أخرى تؤثر على الأسواق العالمية: مجموعة إيفرجراند الصينية، ثاني أكبر مطور عقاري في الصين. تدين مجموعة إيفرجراند الصينية بأكبر عبء ديون لأي شركة إدارة أو تطوير عقارات مدرجة بالبورصات العالمية. وهي مدينة بنحو 300 مليار دولار أمريكي لأكثر من 170 مصرفاً ومؤسسة مالية. أدت المخاوف المتزايدة بشأن قدرتها على الوفاء بديونها إلى وضع العزوف عن المجازفة، مما دفع المستثمرين العالميين إلى التخلص من الأصول الخطرة (مثل الأسهم والنفط والبيتكوين) والقفز إلى الأصول الأكثر أماناً (مثل سندات الخزانة الأمريكية).
الجزء الأصعب من قصة إيفرجراند هو كيف يمكن أن تكشف عن ضعف في قدرات صانعي السياسة الصينية، أو ما هو أسوأ، الضعف الهيكلي في الاقتصاد الصيني. قامت الحكومة الصينية بتمرير لوائح شاملة لجوانب مختلفة من سوق العقارات في الصين، بهدف الحد من المضاربات التي أدت إلى ارتفاع الأسعار بشكل كبير. من بين العديد من الإجراءات، حدت الحكومة الصينية التمويل لمطوري العقارات الصينيين، فضلاً عن الحد من تمويل الرهن العقاري. وقد أدى ذلك في المقابل إلى إعاقة القدرة البيعية للشركات الصينية، إلى جانب خلق صعوبات في إعادة تمويل ديونها. بالإضافة إلى ذلك، ارتفعت أسعار مواد البناء بشكل كبير، كجزء من جهود الصين لخفض الكربون. وتلمح بعض المصادر إلى تدخل حكومي محتمل لإنقاذ مجموعة إيفرجراند الصينية. بالمناسبة، تظهر العقود الآجلة للولايات المتحدة نوعاً من التعافي.
بالعودة لمصر، تكبد مؤشر EGX 30(-1.6% يوم أمس، -2.6% منذ بداية الأسبوع) ومؤشر EGX 70 متساوي الأوزان (-2.7% يوم أمس،
-6.2% منذ بداية الأسبوع) خسائر فادحة بالأمس، متأثرين بالاضطرابات العالمية بسبب التخلف المحتمل عن السداد لمجموعة إيفرجراند الصينية. مرت الأسهم العالمية والأصول الخطرة بشكل عام بيوم عصيب يوم الإثنين، حيث كان المستثمرون يرجحون احتمالات السيناريوهات المختلفة غير المباشرة للأسواق/القطاعات الأخرى. كان هذا بالطبع مصحوباً بتوقعات بتقليص وشيك لبرنامج شراء الأصول من جانب الاحتياطي الفيدرالي، مما أدى إلى خفض الحماسة تجاه الأصول الخطرة. وعلى الرغم من ذلك، نعتقد أننا في معزل عن أي عواقب مالية إقليمية/محلية قد تنشأ عن أي تخلف عن السداد من قبل مجموعة إيفرجراند الصينية بسبب عدم التعرض لمخاطرها. وعلى الرغم من ذلك، أثر الوضع الحالي على أسعار الأسهم المصرية، مما حد من أسعار العديد من أسهم الشركات الصغيرة التي تحلق على ارتفاع عالٍ منذ فترة. نعتقد أن التأثير السلبي قد يقتصر على ضعف في أحجام التداول، بالإضافة إلى ضعف مشاركة المستثمرين الأجانب في السوق المحلية. وعلى الرغم من ذلك، لا يزال من الممكن أن تؤدي المشاكل العالمية إلى ارتفاع مستوى التذبذبات. بالإضافة إلى ذلك، فإن العديد من قصص "التعافي" الفردية يجب أن تكون رابطة الجأش أمام أي توترات عالمية، والتي يجب أن تخلق بعض الفرص عندما ينقشع الغبار


